القرض هو نوع من المعاملة المالية بين طرفين، حيث يحصل الطرف الأول على المال ويُسمى المدين؛ من الطرف الآخر الذي يُعطيه المال ويُسمَّى الدائن. وهذه المعاملة المالية يُطلق عليها مصطله "الدَّيْن"، ولكن في حال كان أحد أطراف هذه المُعاملة هو البنك؛ فيصبح المصطلح هو "قرض". والقرض هو دَين ولكن من البنك، وفي أغلب الأحيان يكون هذا القرض ربوي، أي أنه يتم دفعه للمدين بناءاً على نسبة فائدة متَّفقٌ عليها بين الطرفين. إن سداد الدَّيْن أو القرض واجب على المدين في جميع الأحوال، وفي حالة القرض؛ فإن الأمور التي تترتَّب على عدم تسديد القرض للبنك تكون كارثية، حيث يقوم البنك بالحجز على أملاك المدين والمرهونة باسمه كضمانٍ لحقه، وبالتالي سيجد المدين نفسه خاسِراً لأصوله المالية؛ وربما أن ثمن الممتلكات التي تم الحجز عليها لم يُغطِّ قيمة القرض المُتبقِّي؛ فيكون بذلك الخاسر الأكبر، حيث أنه خسِر ممتلكاته ومازال عليه دَيْناً واجب السداد.
إن التعامل مع البنوك الربوية لهو من الأمور الخطيرة على المجتمع المسلم، حيث أن الفائدة الربوية تُزعزع الوضع الإقتصادي للبلد؛ وتؤدي إلى حدوث تضخُّمٍ غير حقيقي في الأسعار، حيث يقوم المُقترض برفع سعر السلعة حتى يستطيع أن يُحصِّل نسبة الزيادة التي طرأت عليه بسبب الفائدة، وهذا الأمر سيؤدي إلى تضرُّر المستهلك وارتفاع أعبائه المالية. وكذلك بالنسبة للإنسان العادي والذي حصل على قرضٍ من بنكٍ ما، فإنه سيضطر إلى التخلي عن بعض أمورٍ كان يستخدمها في حياته من أجل تسديد القرض وفوائده، فمثلاً يمكن أن يخفض مصروفه الشهري بنسبة معيَّنة، أو يُقلل من عدد مرات خروجه مع عائلته ليوفِّر المال؛ أو يستغني عن سلعة ما بداعي التقليل من المصاريف ليتمكن من تسديد القرض، وهذا من شأنه إصابة السوق الإستهلاكي بحالة من الركود، حيث تقل القوة الشرائية بسبب تثاقل الديون.
إن أفضل ما يمكن للمدين عمله هو محاولة الإسراع بالتخلُّص من هذا القرض، فيمكن أن يضغط على نفسه قليلاً؛ ولكنه في النهاية سيتخلَّص من عبءٍ كبير يُثقِلُ كاهله. عادة ما تكون طريقة سداد القروض البنكية بالأقساط الشهرية، فيمكن للشخص أن يقوم بتسديد قسطه الشهري؛ مع ادخار جزءٍ من المال لنقُل على سبيل المِثال ما يُعادل نصف قيمة القسط الشهري للقرض، وفي الشهر التالي عندما يدفع القسط الشهري؛ يأخذ ما يُعادل المبلغ الذي ادَّخره من الشهر السابق ويدفعه للبك كقسطٍ غير مستحق بعد؛ ولكن يُخفِّف عن نفسه الأقساط مستقبلاً، فبدلاً من أن يُسدِّد قرضه على خمس سنوات؛ يمكن له بهذه الطريقة أن يقوم بتسديده بالكامل خلال ثلاث سنوات أو ما يزيد عنها قليلاً، ولكن يجب على المدين أن يكون مُصِرَّاً على التخلُّص من هذا الدَّين الذي يُثقِله؛ والذي – لا سمح الله – قد يؤدي به إلى الإنهيار مادياً إذا عجِزَ قليلاً عن تسديده للبنك.
المقالات المتعلقة بكيف تتخلص من قرض البنك